المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة

المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة

المعـــالم التاريــخــــية بــــولاية منــــوبـــــة

معالم من منوبة عمل للباحثة بالمعهد الوطني للتراث وجيدة السكوحي 

سبيل حمّودة باشا

هو منشأة مائية تتمثل في سقاية أحدثها حمودة باشا الحسيني ( 1782-1814) على الطريق الرابطة بين الحاضرة تونس وضواحي منوبة سنة 1792 وفق ما جاء في النقيشة التذكارية الموجودة على واجهة المبنى، وقد كانت محطة للاستراحة حيث كانت تضمَ عدة ملحقات اندثرت اليوم على غرار مسجد للصلاة ومقهى. وسبيل حمودة باشا من المعالم الأثرية المرتبة منذ سنة 1922.

ويتكوَن مبنى السبيل من بناية مربَعة الشكل، تعلوها قبة محدَبة مغشاة بوزرات من القرميد الأخضر، أمَا الواجهة فقد حملت زخارف مصنوعة من حجارة الكذال فاتحة اللون على شكل قوس ذي خمس فقرات متناوبة سوداء وفي باطن العقد وضعت نقيشة تذكارية مكتوبة بخط الثلث الأسود على أرضية رخامية بيضاء.

وعلى يسار مبنى السقاية، يوجد حوض مائي ذي استطالة وقليل العمق، لجمع الماء القادم من فوهة السبيل، وفي أقصى الحوض بني مجلس مربَع الشكل في شكل دكانة للاستراحة وتوَج أحد مقاعده بقوس نصف دائري غائر للتظليل. وبالجهة الجوفية يوجد حوض مائي ثاني ذي استطالة يتعامد مع الحوض الأول. وبالناحية الشمالية الشرقية توجد بناية البئر ذات ناعورة تعمل على استخراج الماء الصالح للشراب عن طريق الدواب.

image001-1 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة

قصر الوردة: متحف تاريخ تونس العسكري

أنشأ قصر الوردة سنة 1798 من قبل حمّودة باشا باي الحسيني (1782-1814) وقد كان يسمىَ “البرج الكبير” وهو عبارة عن إقامة للنزهة والرّاحة في حقول منوبة القريبة من الحاضرة تونس، وقد تأسس في حقبة زمنية عرفت فيها الدولة الحسينية فترة من الاستقرار السياسي والازدهار الإقتصادي. وفي سنة 1840 قام أحمد باي (  ) بإسناد البرج الكبير لاحتضان الخيالة وصار ثكنة عسكرية وفي سنة 1984 تمّ تحويله إلى متحف لتاريخ تونس العسكري .

بني البرج وسط حقول وبساتين شاسعة، تطلَ واجهته المنمَقة على باحة واسعة، كما يحدَه من الجهة الشرقية رواق محمول على أعمدة ذات تيجان تركية، وتتكون الواجهة عموما من سلم رخامي يفضي إلى رواق ذي استطالة محمول على أعمدة منحوتة من حجارة الكذال تعلوها تيجان ذات زخارف حلزونية، ويتوسط الواجهة مدخل بارز يعلوه قوس رخامي متناوب الفقرات أسود وأبيض يفضي إلى دريبة كما فتحت بها نوافذ تطل على ساحة القصر، أما أعالي جدران الواجهة فقد حملت نقوشا جصَية توحي بانتماء المبنى إلى الطراز الأندلسي المغربي

ويحتوي المبنى على دريبة وقاعة محكمة شديدة الزخرفة وصحن مركزي مكشوف إلى السماء كان في القديم يضم جابية ماء، وتحيط به من الجهات الأربعة أروقة محمولة على أعمدة رخامية تتخللها أقواس مغشاة بالجصَ “نقش حديدة” ويحمل زخارفا ورسوما منسجمة ومتداخلة مستوحاة من الطراز التركي المشرقي. وتتوزَع حول وسط الدار مجموعة من الغرف الجانبية أهمها قاعة الاستقبال التي تقع قبالة المدخل مباشرة، وقد تميزت بقبتها التي حملت زخارف جصيَة شديدة التنوَع، كما بني به جناح مخصَص للضيافة.

وجهَز القصر أيضا بملحقات أهمَها المطبخ أو “دويرية” ومسجد ومخازن واسطبلات، والجدير بالذكر أن “البرج الكبير” أو قصر الوردة كان يتمتع بكشك للنزهة يقع بحديقة البلفدير جهز بمقاعد مبنية وكسي بأروقة محمولة على أعمدة رخامية ذات تيجان دورية وتعلوها قبَة نصف دائرية، وكسيت جدرانه بمربعات خزفية محليَة الصَنع.

image003-1-300x207 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة image005-2-300x221 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة
image007-1-300x199 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة image010-1-300x207 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة

قصر قبّة النّحاس 

يعود تاريخ بناء القصر إلى فترة محمد الرشيد باي (1756-1758) فحين أن مصادر الفترة تفيد أن أغلب الإضافات والتحويرات المحدثة بالمبنى هي من إنجازات حمّودة باشا الحسيني (1782-1814) حوالي سنة 1805، ويعدَ القصر من مفاخر العمارة التونسية بجهة منوبة، حيث تمازجت في هندسته خصائص المعمار العثماني والطراز الأندلسي المغربي، وقد سمَي “قبة النحاس” لوجود قبة كبيرة كانت تعلو جناح الحريم وكانت تغشيها طبقة من النَحاس، وقد شابه في هندسته المعمارية “قصر الوردة” الذي بناه أيضا حمودة باشا ويقع على مقربة منه.

عرف البرج بعدة تسميات منها قصر رشيد، وقصر فرحات نسبة لمن تعاقبت ملكيتهم للقصر، كما تحوَل إلى مقر للراهبات التابعين لكنسية “Notre dame Auxiliatrice ” خلال فترة الحماية الفرنسية، وهو الآن على ملك عائلة بورقيبة. وقصر قبة النحاس من المعالم الأثرية المرتبة منذ سنة 1922.

يقع القصر وسط حدائق وبساتين تحيط به من جميع الجهات ويتكون إجمالا من ثلاث طوابق، وتتوَج الواجهة الرئيسية مشربية احتلت أعالي الطابق العلوي وحشر أسفلها سلم رخامي يفضي إلى رواق متكون من أعمدة مصنوعة من حجارة الكذال حملت تيجانا حلزونية تتخللها عقود نصف دائرية متجاوزة، يقع مدخل القصر الرئيسي البارز أسفل الرواق، وأحيط بإطار ناتئ منحوت في حجارة الكذال الفاتحة وحمل عقده زخارف نباتية شديدة الزخرفة.

ويفضي المدخل إلى مجموعة من السقائف المعطوفة تؤدي مباشرة إلى صحن مركزي مكشوف إلى السماء وذي أرضية رخامية، وتحيط به مجموعة من الغرف المختلفة الاستعمالات منها جناح الحريم وغرف النوم وغيرها…، وبالناحية الشمالية للصَحن تقع القاعة الكبرى المخصَصة لاستقبال الضيوف وهي إحدى أجمل الغرف التي برزت فيها تجليات التأثيرات الأندلسية المغربية والتأثيرات المشرقية بطابعها الفاخر والتي زادت الفضاء جمالا ورونقا، حيث تكونت القاعة من أربعة أقباء ومقاصر جانبية، وتتوجها قبة مركزية كبيرة تحيط بها أربعة أنصاف قباب في الأركان، حملت جميعها زخارف جصَية نباتية وهندسية شديدة التعقيد والتنميق انتظمت وفق ترتيب مدروس يبرز مدى البراعة القصوى التي بلغها فنَ النقش وبالتحديد “نقش الحديدة” في تلك الفترة وفتحت بها نوافذ تطل على الحدائق والبساتين المحيطة بالبرج.

ويضمَ القصر عدَة غرف تتوزَع على الطابقين الأرضي والعلوي ولعلَ من أبرزها قاعة الاستقبال الكبرى التي احتلت الجهة الشرقية للقصر وهي الأكثر زخرفة وجمالا من بين عناصر القصر وقد صمَمت في شكل بيت ديواني حيث تنعدم فيها التقسيمات الداخلية وقد كسيت جدرانها بكسوة خزفية يدوية الصنع غلبت عليها الرسوم النباتية والهندسية المتشابكة وغشيت بسقف خشبي أملس يسمىَ “سقف مالطي” على النمط الأوروبي حمل رسوما زهرية ونباتية ذات ألوان زاهية وأخرى ذهبية ويتدلى منه فانوس بلوري لإضاءة المكان.

ويوجد خلف مبنى البرج حوض مائي كبير يسمى “جابية ” وقد حفَ به برطال ذي أعمدة من الجهة الجنوبية وجهَز بإيوان للجلوس والاستراحة حملت جدرانه زخارف جصية تركية على غرار شكل شجرة السَرو والأطباق النجمية، كما زوَد ببئر ذي ناعورة لاستخراج الماء الذي يستعمل لسقي حدائق وبساتين القصر المحيطة.

كما يحتوي الطابق سفلي على مجموعة من الملحقات تعدَ من العناصر الأساسية في تركيبة وتصميم “البرج” من حمام خاصَ بصاحبه وآخر خاصَ بالخدم كما نجد المخازن والإسطبلات الدواب ومجموعة من الأبار وماجل لجمع الماء ودار الخدم وغرف المؤونة والمطبخة والأكنفة.

image012-1-300x207 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة image013-1-300x199 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة
image015-1-300x225 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة

زاوية السيّدة المنوبيّة 

مثلت زاوية السيدة منوبية البيت العائلي للوليَة الصالحة السيدة عائشة المنوبية بحي منّوبة، الذي ولدت سنة 595هـ/ 1197م وإليه رجعت في اواخر حياتها أين توفيت سنة 665هـ/ 1267م لكنها لم تدفن به، وهي واحدة من أشهر نساء تونس،عرفت بتصوَفها وأعمالها الخيرية، وتتلمذت على يد “أبو سعيد الباجي” و”أبو الحسن الشاذلي“، وتلقّت دعمًا من والدها لمواصلة تعليمها، واعتُبِر بروزها كإمرأة ذات سيط عالي من المعرفة والعلم والنشاط الدَعوي والخيري حدثًا غير مألوف في عصرها، وقد قام أهالي منوبة ببناء زاوية تكريمًا لها حملت اسم “زاوية السيدة المنوبية”، وقد نالت هذه الزاوية التي نُسبت إلى عائشة ولم تدفن فيها، مكانة هامة في تاريخ البلاد التونسية.

الوصف المعماري

يتقدم الزاوية رواق محمي بأقباء طولية محمولة على أعمدة ذات تيجان اسطوانية انتصب تحتها مدخل خشبي ذو دفتين محلىَ بالمسامير السوداء، ويعلوه عقد نصف دائري منحوت في حجارة الكذال الفاتحة، يفضي هذا المدخل إلى دريبة ثم إلى صحن مكشوف إلى السَماء بلَطت أرضيته ببلاط من المرمر الإيطالي وكسيت جدرانه بجليز القلالين وحفَت به أروقة ذات أسقف خشبيَة محمولة على أعمدة ذات تيجان تركيَة، وحوله تتوزَع مجموعة من الغرف لاستقبال وإيواء الزائرين، وقبالة المدخل تقع القاعة الجنائزية المخصَصة لتابوت الوليَة السيدة المنوبيَة، وهو تابوت رمزي حيث أنها دفنت بمقبرة السيدة بضواحي تونس، وقد وضع داخل قاعة ضيقة يتقدمها مدخل خشبي منقوش في شكل تاج يعلوه طنف حمل زخارف نباتية وأخرى كتابية، وتعلوها قبَة ارتكزت على أربعة صدفات ركنيَة، وكسيَت من الداخل بحليَة من الجصَ المنقوش “نقش حديدة”، كما حملت نقائش كتابية لنصوص قرآنية.

وبالجهة الشرقية للصحن تقع ملحقات الزاوية من مذبح ومطبخة وأكنفة وبئر وغيرها للقيام بالطقوس والشعائر الدينية.

image017-1-300x225 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة image019-1 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة

برج العربي زروق بالدندان

تأسس برج محمد العربي زروق بالدندان بولاية منوبة، في نهاية القرن 18 بداية ق 19 في فترة حكم حمودة باشا الحسيني (1782-1814) التي عرفت فيها البلاد التونسية فترة من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي، والعربي زروق هو أحد الشخصيات الهامة في الدولة الحسينية ولد حوالي عام 1760 وتوفي سنة 1822، وتنحدر عائلته من مدينة باجة، وقد تقلد عديد المناصب السياسية منها خطة خزندار ثم خطة وزير أوَل للايالة التونسية في عهد حمودة باشا.

ظلَ البرج على ملكية عائلة زروق إلى حدود سنة 1881، تاريخ عزل محمد العربي زروق الحفيد ونفيه إلى تركيا، ثم تواترت ملكيته على العديد من العائلات الثرية مثل الجنرال رشيد، وعائلة محسن، وأيضا عائلة البارون ديرلنجي « Les Barons D’Erlanger » . وبعد الاستقلال صار ملكا للدولة التونسية وتحول إلى “المركز القطاعي للتكوين في الإلكترونيك التابع لوزارة التكوين المهني والتشغيل.

الوصف المعماري

يعد برج العربي زروق من المباني الفخمة التي تعكس دون جدال ملامح المنظومة العمرانية السائدة خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، وهو من أجمل وأروع القصور بضواحي مدينة منوبة وقد أحدث وسط حدائق وسواني شديدة التنضيد، ويتقدم بوابة القصر ممرَ خاصَ للعربات الجارة تحفَه من الجانبين أشجار سرو.

وتطلَ الواجهة الرئيسية على باحة كبيرة وقد حشر بها باب خشبي محلىَ بزخارف منحوتة ناتئة على الطريقة الأوروبية ويعتليه طنف مثلث محمول على عمودين تعلوهما تيجان كلاسيكية مستوحاة من المعالم الرومانية القديمة، ويقودنا المدخل إلى ثلاث سقائف متتالية كسيت جدرانها بحلية خزفية شديدة التنميق وغشيت أسقفها بألواح ملساء ذات رسوم زهرية ونباتية شديدة التعقيد، تفضي هذه الفضاءات المتتالية إلى صحن مركزي مربع مغشى بسقف أملس وكسيت جدرانه بوزرات من جليز القلالين إلى مستوى ارتفاع ثلاث أمتار فحين حملت أعالي الجدران حلية جصية وفتحت بها نوافذ لإضاءة المكان أما أرضيته فقد بلطت بمرمر الكرارة الإيطالي.

وتتصدر الصحن بائكتين متوازيتين حملتا زخارف جصَية “نقش حديدة” وتتركب كل بائكة من ثلاثة عقود متجاوزة محمولة على أعمدة رخامية ذات تيجان دورية مستحدثة، وخلف الأروقة نجد قاعة استقبال الضيوف بالطابق الأرضي وقد صمَمت وفق مخطط حرف تاء لاتيني T وسقفت بأقباء طولية ذات رسوم جصية ثرية نباتية وزهرية، وقد جهَزت بسريرين تعلوهما تيجان خشبية نوع “قوس حجام” .

ويحتوي الطابق العلوي على مجموعة من الغرف والقاعات الفاخرة المتباينة الاستعمالات من أبرزها قاعة استقبال الضيوف التي يتقدمها رواق محمي بدرابزين حديدي وهي قاعة ممتدة تميزت بكسوتها الخزفية اليدوية الصنع التي تمَ جلبها خصيصا من أوروبا حملت رسوما زهرية ونباتية متنوعة الألوان وتتوجها قبَة حمل باطنها غشاء من الجصَ المنقوش “نقش حديدة” غنيَ الزخرفة التي تتفرَع انطلاقا من المركز والتي طغت عليها الأشكال الهندسية والأطباق النجمية إلى جانب الرسوم الزهرية والنباتية.

كما يحتوي القصر على مجموعة من الملحقات التي تعدَ من العناصر الأساسية في تركيبة وتصميم البرج من بينها حمام خاصَ بصاحب المبنى وآخر خاصَ بالخدم، كما نجد المخازن وإسطبلات الدواب ومجموعة من الأبار وماجل لجمع الماء ودار الخدم وغرف المؤونة والمطبخة أو الدويرية والأكنفة.

image022-1-300x210 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة image024 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة

زاوية سيدي بن عيسى بطبربة

معلم تاريخي مرتب منذ 03-03-1915.

تنتمي زاوية سيدي بن عيسى إلى الطريقة العيساوية وهي إحدى الطرق الصوفية التي ظهرت خلال القرن VIXم ببلاد المغرب الأقصى نسبة إلى مؤسسها الشيخ محمد بن عيسى المغربي. وقد أحدثت بمدينة طبربة بالقرب من الجامع الكبير، وقد شهد المعلم خلال الفترة الحسينية عمليات ترميم في عدَة مناسبات أهمها سنة 1229 هجري الموافق لـ 1813 ميلادي ثم سنة 1314 هجري الموافق ل1896 ميلادي وفق النقائش التذكارية التي بالمعلم.

وتشغل الزاوية الآن مقر جمعية صيانة مدينة طبربة.

الوصف المعماري

يتقدم الزَاوية مدخل خشبي ذو دفتين حمل في أعلاه مطرقتين من النَحاس، وأحيط بإطار من المرمر الإيطالي تألف من عقد متجاوز حمل زخارف نباتية محفورة مستوحاة من الفن الباروكي صمَمت بدقة بالغة أضفت على الواجهة الصماء مزيدا من الفخامة، ويفتح الباب الرئيسي على باحة مكشوفة إلى السماء يتخللها رواق ذي عقود نصف دائرية محمولة على أربعة أعمدة رخامية ومجهزة ببئر. وتحت الرواق فتح باب خشبي مؤطر بالكذال تحفَ به من الجانبين نافذتين ويعلوه طنف من الرخام حمل نقيشة تؤرخ للإضافات التي أحدثت بالزاوية سنة 1314 هجري، يفضي المدخل الآنف الذكر إلى القاعة الجنائزية التي تأوي قبر شيخ الطريقة العيساوية ببلدة طبربة ابي العباس الحاج عمر بن الشيخ احمد العيساوي الذي توفي في 1341 هجري الموافق لـ  1922.

وقد تألفت من قبو ومقاصر جانبية، وكسيت جدرانها بكسوة خزفية يدوية صنعت بالقلالين على يد الأسطا محمد بوعتوق سنة 1229 هجري، تنوَعت فيها الاشكال والصور والألوان الزاهية، كما غشيت القاعة بقبَة حملت زخارف جصَية متنوعة وثرية “نقش حديدة” طغت عليها الرسوم الهندسية والنباتية والشرائط الكتابية.

image026-186x300 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة
image027-300x224 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة image029-300x225 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة

مصنع الشّاشيّة

شيَد المصنع على حافة قنطرة البطان المطلة على وادي مجردة خلال أواخر القرن 20 وبداية القرن 21 وفيه يتمَ دعك وتلبيد الشاشية قبل صبغها بمنطقة زغوان، وقد جهَز بآلات خاصة، وقد كانت أقدم الآلات تعمل بواسطة الناعورة التي تحرَكها مياه الوادي المقام عليها المصنع.

ويعدَ مصنع الشاشية بالبطان الوحيد بتونس ويحتوي على أقدم آلات لتصنيع الشاشيّة بالمنطقة.

image031-300x226 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة image033 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة

قنطرة وسدَ البطان بطبربة

تعتبر قنطرة سدّ بالبطّان من أضخم الأعمال المائية التي أنشأت بالبلاد خلال الفترة الحديثة وقد أقيمت على نهر مجردة شمال شرق قرية طبربة الأندلسية، وقد احدث على الضفة اليسرى للوادي وزُوّدت بقنوات لريّ المساحات الفلاحية، شيدت القنطرةَ في عهد يوسف داي سنة 1025هـ/ 1616م لكنها عرفت إصلاحات كبيرة في فترة محمد باي (1086هـ-1675م / 1108هـ/ 1696م) الذي قام ببناء سدَ على القنطرة لحلَ مشاكل الريَ بالمنطقة، وقد استعان بخبرات اجنبية هولاندية لإنجاز هذا المشروع الضخم والذي اطلق عليه اسم البطان، وكان ذلك سنة 1102هـ/1690م. وقد تمتعت القنطرة بأوقاف عديدة  يعود ريعها لفائدة هذا المعلم

ويبلغ طول السدَ 114م وأقيم على قاعدة عرضها 30م وقد تكون من 16 عقدا، عرض القوس الواحد 2.85م، ويتخلله أربعة شلالات ارتفاع كل واحد 4 امتار مبنيّة من حجارة ضخمة مصقولة تم جلبها من المواقع الأثرية القديمة على غرار المسرح الروماني بطبربة، ويُمكّن السَد من مرور مياه مجردة التي تسقي الأراضي الفلاحيّة المجاورة وتزوّد مصنع الشّاشيّة المحاذي للجسر.

image035-300x225 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة image037 المعـــالم التاريــخــــية بـمنــــوبـــــة

 

Share this content:

Ali DABBAGHI
Ali DABBAGHI

Ingénieur Général spécialiste des systèmes d'information et de communication, مهندس عام في نظم المعلومات والاتصالات General Engineer information and communication systems

© 2010-2021 Institut National du Patrimoine Tunisie, 04, place du château 1008 Tunis المعهد الوطني للتراث، 04 ساحة القصر باب منارة 1008 تونس Tél. +216 71 561 622, Fax : +216 71 562 452 Inc. Tous Droits réservés. Web Master

RSS
Follow by Email