دقـــــــة

دقـــــــة

يمتدّ تاريخ دقّة على أكثر من 25 قرنا، وتعتبر أثارها من بين أكثر المواقع التي تستحق المشاهدة ليس في تونس فقط وإنّما في المغرب العربي كله.

تقع دقّة في الشمال الغربي للبلاد التونسية في منطقة جبليّة تتابع فيها الأودية والهضاب المتدرّجة، حيث تكون درجات الحرارة أكثر برودة والتربة متنوّعة وخصبة.
شيّدت دقة فوق هضبة يحيط بها من الشرق والشمال الشرقي جرف شديد الانحدار. وتشرف من خلال منحدر حاد على سهول وادي خالد. لقد توفّرت لثقة Thugga كل المستلزمات الضروريّة لنشأة تجمع سكني قديم : موقع محصّن ذو وضعيّة دفاعيّة جيّدة، مواد بناء متوفّرة وقريبة، عيون جارية وأرضا خصبة للفلاحة.

تقع دقة في الشمال الغربي على بعد 106 كم من تونس. يتمّ الوصول إليها عبر الطريق الوطنيّة رقم 5 (الرابطة بين تونس ومدينة الكاف) وعما قريب عبر الطريق السيارة تونس وادي الزرقة إلى حدود مدينة تبرسق.
تبدو الآثار ظاهرة للعيان من مسافات بعيدة من خلال سواري واجهة معبد بعل حانون ساتورنوس Baal-Hanon Saturne الشامخة والذي حدّد طبوغرافية الموقع بعد أشغال الترميم التي تمت في بداية القرن الفارط حيث يشرف بارتفاعه على سهول وادي خالد.

اكتشاف الموقع

زار توماس داكروس Thomas d’Acros موقع دقة سنة 1631 وهو من مقاطعة البروفانس ومن أصل إسباني أسّره القراصنة واشتراه أحد تجار تونس الأثرياء قبل أن يفتدى ويعتنق الإسلام. كانت دقة Dougga في هذه الفترة مخفية وسط ضيعة فلاحيّة صغيرة فأصبحت منذ بداية القرن 18 م من أهمّ المواقع الأثريّة التي يرتادها الرحّالة الأوروبيّون في البلاد التونسيّة. فانطلقت الأبحاث بنسق حثيث منذ السنوات الأولى للحماية الفرنسيّة بتونس سنة 1881. وكانت الحصيلة حفر ثلث الموقع تقريبا لكن هذه الحفريات مكنت من إبراز عدد كبير من المعالم المتنوّعة والتي تعود إلى عدّة فترات تاريخيّة. ونجد من بينها معالم فريدة من نوعها جعلت من دقة موقعا خارقا للعادة.

طاقة استيعاب الموقع

قدّر عدد سكّان هذه المدينة في أوج امتدادها بحوالي 5000 ساكن (10000 لو أحصينا السكان المقيمين حولها) يتوزّعون على مساحة جمليّة تقدّر بـ 70 هكتار تقريبا.
ويمكن لدقّة Dougga أن تفتخر بإكتسابها مجموعة نقائشيّة تقدّر بـ 2000 نقيشة لوبيّة، بونيّة محدثة، إغريقيّة ولاتينيّة ذات قيمة كبيرة. ولقد حقّقت الإضافة سواء على مستوى فكّ رموز الكتابة اللوبيّة أو لمعرفة التنظيم الاجتماعي والبلدي للنوميديّين. كما تمكّن من فهم بعض المظاهر التي كانت غامضة في تاريخ السياسة الإستعماريّة لروما وكذلك التنظيم البلدي داخل مقاطعاتها.
إضافة إلى ذلك هناك مجموعة هامّة من الفسيفساء الرومانيّة. نجد من بينها أكثر من عشرين لوحة وهي إمّا معروضة في قاعات المتحف الوطني بباردو أو محفوظة داخل المخازن. وتمثّل هذه الفسيفساء ملامح الحياة اليومية (تنشيط، آلهة، أرباب، جلسات خمريّة …) كما نجد مشاهد ميثولوجيّة. تمكّن مختلف هذه العروض من تصور ومعرفة عقليّة السكّان الدقيين Thargenses .

Share this content:

Ali DABBAGHI
Ali DABBAGHI

Ingénieur Général spécialiste des systèmes d'information et de communication, مهندس عام في نظم المعلومات والاتصالات General Engineer information and communication systems

© 2010-2021 Institut National du Patrimoine Tunisie, 04, place du château 1008 Tunis المعهد الوطني للتراث، 04 ساحة القصر باب منارة 1008 تونس Tél. +216 71 561 622, Fax : +216 71 562 452 Inc. Tous Droits réservés. Web Master

RSS
Follow by Email